
تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “حفظه الله”، بأن يكون عام 2025 “عام المجتمع” تحت شعار “يداً بيد”، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”، حملة “وقف الأب”.
رسالة الحملة وأهدافها
تسعى حملة “وقف الأب” إلى تكريم الآباء في دولة الإمارات عبر إنشاء صندوق وقفي مستدام بقيمة مليار درهم، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين. المبادرة تأتي تأكيدًا على أهمية بر الوالدين ودور الأب في بناء الأسرة والمجتمع.
أهداف حملة “وقف الأب”:
- تكريم الآباء: إنشاء وقف مستدام يُخلد ذكرى الآباء ويُخصص لعلاج المحتاجين.
- تعزيز ثقافة العطاء: ترسيخ روح البذل والتكافل في المجتمع الإماراتي.
- تقديم الرعاية الصحية: تمويل المستشفيات وتوفير الأدوية والعلاجات الأساسية للمحتاجين.
- دعم العمل الإنساني المستدام: استثمار الوقف في مشاريع صحية دائمة تخدم المجتمع.
- إحداث تأثير عالمي: مساعدة المجتمعات الأقل حظًا عبر دعم القطاع الصحي.
رؤية القيادة نحو العمل الخيري
تأتي هذه المبادرة استكمالاً لمسيرة الإمارات في ترسيخ ثقافة العطاء المستدام، إذ اعتاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على إطلاق مبادرات خيرية تزامناً مع شهر رمضان الكريم، والتي كان لها أثر عميق في دعم الفئات المحتاجة.
وقد أكد سموه عند إطلاق الحملة قائلاً:
“الأب أول قدوة.. وأول سند.. وأول معلم.. مصدر القوة والحكمة والأمان في حياتنا صغاراً وكباراً.. رحم الله من مضى .. وحفظ الله من بقي .. ودورنا أن نحتفي بهم في الشهر الفضيل عبر صدقة جارية في وقف إنساني مستدام باسم آبائنا سيخصص ريعه لعلاج المرضى والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين”.
الإطار الديني والإنساني للمبادرة
تعكس حملة “وقف الأب” القيم الدينية والأخلاقية التي تحث على بر الوالدين والإحسان إليهم. فقد ورد في القرآن الكريم:
- “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” (الإسراء: 23)
- “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ” (لقمان: 14)
كما تدعو السنة النبوية إلى بر الآباء، حيث قال رسول الله ﷺ:
- “بروا آباءكم تبركم أبناؤكم”
- “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”
الأثر المجتمعي والإنساني لحملة “وقف الأب”
تمثل حملة “وقف الأب” فرصة لجميع أفراد المجتمع للمشاركة في عمل خيري مستدام، حيث يمكن لكل شخص التبرع باسم والده، مما يسهم في تحقيق الأهداف التالية:
- تعزيز روح التضامن: إشراك كافة فئات المجتمع في حملة إنسانية مؤثرة.
- تحقيق التلاحم المجتمعي: تعزيز روابط المودة والتكافل بين الأفراد.
- تطوير القطاع الصحي: تحسين مستوى الرعاية الصحية في المجتمعات الأقل حظًا.
الإمارات.. نموذج عالمي في العطاء
لم تكن “وقف الأب” هي المبادرة الأولى التي تطلقها الإمارات لدعم العمل الخيري، بل تأتي امتدادًا لسلسلة مبادرات رمضانية سابقة، منها:
- “حملة 10 ملايين وجبة” (2020): توفير 15.3 مليون وجبة للمحتاجين.
- “حملة 100 مليون وجبة” (2021): مضاعفة التوزيع إلى 220 مليون وجبة في 30 دولة.
- “حملة مليار وجبة” (2022): تحقيق أهدافها خلال أقل من شهر.
- “وقف المليار وجبة” (2023): جمع أكثر من مليار درهم لدعم الأمن الغذائي.
- “وقف الأم” (2024): تأسيس صندوق بقيمة 1.4 مليار درهم لدعم التعليم.
كيف يمكن المشاركة في حملة “وقف الأب”؟
تدعو الحملة جميع الأفراد والمؤسسات للمساهمة، ويمكن المشاركة عبر:
- التبرع الإلكتروني من خلال المنصات المخصصة للحملة.
- المساهمة المؤسسية من الشركات والهيئات المختلفة.
- نشر الوعي والترويج للحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ختامًا
تمثل حملة “وقف الأب” فرصة ذهبية للمجتمع الإماراتي للتكاتف وتكريم الآباء بطريقة مستدامة، عبر تقديم العون للمرضى والمحتاجين. إنها رسالة حب ووفاء تترجم رؤية القيادة الرشيدة نحو بناء مجتمع متلاحم ومزدهر.
فلنكن جميعًا جزءًا من هذا العطاء العظيم، ولنُخلّد ذكرى آبائنا بأعمالٍ خيرية تُضيء دروب الآخرين!